بالتأكيد سبق لك وتذكرت يوما فجأة شخصاً معيناً لم تره منذ فتره طويله ثم ما لبثت وأن التقيت به في
اليوم التالي .. !! سبق و إن شعرت بإحساس داخلي أن امراً ما قد يحدث وتناسيت شعورك
ثم ما لبث هذا الأمر أن حدث !! أليس كذلك ؟؟
هذا ما يطلق عليه العلماء والباحثين اسم التخاطر (telepathy)، وهو انتقال افكار و صور عقلية
بين الكائنات الحية من دون الاستعانة بالحواس الخمسة او باختصار نقل الأفكار من
عقل الى آخر بدون وسيط مادي ... اي انه يدرك افكار الاخرين و يعرف ما يدور في
عقولهم و ايضا باستطاعته ارسال خواطره و ادخالها في عقول الآخرين.
و المحبين هم اكثر قدرة على التخاطر، خاصة بأن ارواحهم تآلفت كما يقول الرسول
-صلى الله عليه وآل و سلم-: (الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما
تناكر منها اختلف) .. إذن عند تآلف الأرواح تكبر الفرصة بوجود التخاطر ... ومن
هؤلاء المحبين : أفراد العائلة الواحدة , الأصدقاء الحميمون، إحساس الأم عندما
يكون أطفالها في ورطة، إحساس البعض بموت احد اعضاء عائلته ... اذن فرص نجاح
التخاطر مع افراد العائلة الواحدة تنجح اكثر مِمن هم خارج محيط هذه العائلة...
ومن أمثلة التخاطر ما نراه من الصلة الروحية بين التوائم حيث يصابون معا
بالمرض حتى ولو كانت المسافة شاسعة بينهما ولا يدري أحدهما بمرض الآخر ويصل
التخاطر بين التوائم حيث يستطيع أحدهم أن يجعل توأمه يتصل به هاتفيا عندما يريد...
وذلك حدث بالفعل بقصص حقيقية.
ولا يشترط حدوث تخاطر أو قراءة أفكار صلة دم قوية فقد يحدث ذلك بين رجل وزوجته
أو صديقين فعندما يشرع شخصان معينان في الحديث يقولان العبارة نفسها وبنفس الوقت
ولكن الغريب في الأمر أن التخاطر لا يحدث بانتظام بل في أجواء معينة. اذ يلاحظ ان
التخاطر يظهر غالباً في حالات الطوارئ وحين يكون المرء في أمسّ الحاجة اليه، اذ
تَكثُر حالات التخاطُر في أوقات الأزمات، فمثلاً إذا تعرّض صديق إلى حادث فإنّ ذلك
قد يصِل إلى المَعْنِي لَه على شكْلِ رؤية أو صورة ذِهْنيّة أو تعكّرٍ في المزاج.
ولا يحدث هذا في افراد البشر فقط بل حتى في الحيوانات الاليفة التي تعيش معهم.
وقد أجرى العلماء تجارب عديدة على حيوانات مختلفة للتنبؤ بالزلازل والفيضانات
والكوارث التي تصيب الأرض فوجدوا ان الأسماك والأبقار والكلاب والقطط تستشعر
بالزلازل قبل وقوعها بعدة ساعات كما ان الكلاب ومن خلال معايشة عملية تبين بأن لها
القدرة على معرفة الأخطار التي تحدق بأصحابها وكم من مرة أنقذت أصحابها من مواقف
صعبة للغاية قد تؤدي بالأشخاص إلى الموت المحقق.
و من الأفعال التي تقوم بها الحيوانات مثلا قبل الزلازل:
·
الأسماك تقفز من المياه.
·
القطط تغادر البيوت إلى
العراء.
·
الأرانب تضرب رؤوسها فيما
حولها.
·
الخنازير تعض بعضها
بعضا.
وفي حقيقة القول ان عملية ( التخاطر)
ليست حديثة، بل تعود الى ازمان قديمة، كيف تعرف ان شخص ما يفكر فيك الآن : عندما
تعتريك حالة عاطفية (مــــفاجــــــــــــــأة)حول شخص ما وتكون هذه الحالة مشابهة
لحدث واقعي... فأنه بالفعل يفكر فيك في هذه اللحظة، بمعنى عندما أتذكر والدي أو
امي او أختي او اخي او صديقي ثم لا تتعدى كونها افكار طبيعية ولا احس بحرارة في
المشاعر فأن هذه خواطر من العقل الباطن لا اهمية لها في الموضوع.
لكن تأمل معي عندما تكون في المدرسة او في العمل او عندما تكون مسافرا الى بلد
بعيد ثم فجأة احسست هذا اليوم انك تفكر في فلان من الناس وكأن احداً نبهك ثم بدأت
تحس بانجذاب اليه وتود مثلاً الاتصال به او زيارته… او نحو هذا فأن هذا ما نقصده وصدقني
ان هذه النظرية وان كنت لم اقرأها في كتاب لكني اجزم بصدقها وان الواقع يصدقها.
ومع مرور الزمن والدربة على هذا الامر ستجد ان من السهل عليك معرفة من يفكر
فيك بل مع الدربة المتواصلة ربما تتعرف على نوعية المشاعر التي يطلقها الآخرون نحوك.
والحديث في هذا يطول وانت الحكم انت جالس في غرفتك مسترخ هادئ ، وفجأة تفكر في شخص
وكأنك تقول في نفسك ( منذ زمن لم أره)! وفجأة يرن جرس الهاتف واذ به هو نفسه من
كنت تفكر به ! تدخل مكاناً غريباً لأول مره فتقول لمرافقيك انه مكان بديع وجميل،
وفجأة تحس لاوعيك بدأ يظهر الى ساحة الوعي لافتة عريضة كتب عليها ونقش فيها ( ألا
تظن انك وسبق ان رأيت هذا المكان)؟! وانت جالس مع أهلك في مجلس العائلة اذ بجرس
الهاتف يرن.. فتقول لهم انا اظن انه فلان ! فيكون تماما كما قلت .. بالفعل انه هو!
كيف؟! تصادف فلانا من الناس فتتأمل وجهه قليلا.. تضع عينك في عينيه فترى حروفا
تنطق عن حاله .. وترى كلمات تحدثك عن اخباره ..فتكاشفه بها لتتأكد انك أصبت الحقيقة
تماما! انت وزميلك تتحدثان... تريد ان تفاتحه في موضوع فاذ به ينطق بنفس ما اردت
ان تقوله ! هذه النماذج في الحقيقة ما هي الا صور معدودة تختصر ما يمكن ان نسميه (
القدرات ما فوق الحسية) او القدرات الحسية الزائدة.. او ما يشمل علوم التخاطر
والتوارد للأفكار والاستبصار ونحوها .. وكل شخص منا من حيث الجملة سبق وان تعرض
لمثل هذه الصور في يومه وليلته او خلال فترات التجارب في حياته ! بقيت في ذاته وفي
تفكيره ربما من غير تفسير واضح.. هو يدرك ان ثمة شيئاً غريباً بداخله.. هو يدرك ان
هذه من الأمور الغامضة او نابعه من قوى خفيه غير ظاهره.. المهم انه يدركها ويحس
بحقيقتها ماثلة امامه حتى وان عجز عن ايجاد تفسير دقيق وجلي لهذه الظواهر!
كثير من الناس لا يتنبهون الى ان مثل هذه القدرات تحدث معهم كثيرا ربما تحدث
للبعض في اليوم مرارا وتكرارا لكن يمنعهم من ادراكهم وتنبههم لحدوثها امران:
الاول: انهم بعد لم يعتادوا
حسن الاستماع الى النبضات الحسيه التي تأتي مخبرة لهم ومحدثة لهم بكثير من
الوقائع... بمعنى انه لا توجد آلية للتواصل بين الانسان وبين نفسه واعماقه ومن ثم
التعرف على هذه الخواطر... اللغة شبه منعدمه .. فنحن امام مهمتين:
·
كيف نتعلم؟ بمعنى ما هي
الآليات التي تؤهلنا للوصول الى وعي وفهم هذه القدرات الحسية الزائدة.
·
كيف نصل الى مرونة واضحه
في التحدث بطلاقه بهذه اللغة، بمعنى التعرف السريع والمباشر على ادق واعمق ما يرد
الينا من افكار و خواطر من الآخرين ! وما ينطلق منا من افكار ورسائل ذهنية نحو
الآخر.
الثاني: اننا كثيرا ما ننتظر ان يحدث امر غريب وغامض حتى
نشعر بأن ثمة امرا حدث بالفعل ! تأملوا معي هذين المثالين:
·
فلان من الناس يقترب من
بيته فاذ به يحس ان اخاه سيفتح له الباب.
·
فلان من الناس يقترب من
بيته فيظن ان فلان الذي لم يره من شهر سيزوره !
حينما يصدق احساس ( فلان) في
الحالتين ! فانه ابداً لن يهتم كثيرا لنجاح وصدق احساسه في الحالة الاولى ! بل
سيتنبه للحالة الثانية لأنها بالفعل غير متوقعه اطلاقا فهي معجزة في نظره اذ ((
كيف يتوقع مجيء فلان من الناس وهو لم يره منذ شهر ! اما من اعتاد رؤياه فهو سيجعل
ذلك محض صدفة لكن حين التأمل سنجد ان كلا المثالين له اهميته ! فكونك تنجح في توقع
ان اخاك من بين عدة اخوة ومن غير دليل منطقي يؤكد لك ذلك هو شيء مذهل ويدل على
قدره وموهبة لديك ان عدم وصولنا الى مرحلة ولو أولية تمكننا من التواصل مع
احاسيسنا وفهم اشارات الفكر والخواطر التي تتجه نحونا من الاخرين يشكل عائقا اساسا
للوصل الى مرحله متقدمة من وعي وفهم هذه العلوم وممارستها جيدا ، وايضا اهمالنا
لكثير من النماذج التي تحدث كثيرا بزعم انها امور عاديه ( مع انها عند التحقيق
والتأمل غير عاديه) امر يشكل عائقا لأنه يجعل محور وقطب هذه العلوم يدور في فلك ما
هو صعب وغريب وغير متوقع فقط ! ولأن افعالنا اكثرها روتيني وتقليدي فكل واحد منا
اعتاد ان يفعل كذا ليحصل على كذا وان يذهب الى كذا ليجد كذا وهكذا واذا حدث امر غير
تقليدي اعتبره شيئاً خارقاً !!
اضافات :
لتصلك آخر مقالات وجديد أسرة نادي التطوير الذاتي،
المرجو تسجيل بريدك الالكتروني : اضغط هنا
2 comments:
الهخاطر يحدث معي أيضا :) شكرا منيير على الموضوع الشيق و الجمييل
التخاطر أقصد :)
إضغط هنا لإضافة تعليق
إرسال تعليق
Blogger Widgets